لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (2)

قوله عز وجل : { هو الذي بعث في الأميين } يعني العرب وكانت العرب أمة أمية لا تكتب ولا تقرأ حتى بعث فيهم نبي الله وقيل الأمي هو الذي على ما خلق عليه كأنه منسوب إلى أمه { رسولاً منهم } يعني محمد صلى الله عليه وسلم يعلمون نسبه وهو من جنسهم وقيل أمياً مثلهم وإنما كان أمياً لأن نعته في كتب الأنبياء النبي الأمي وكونه بهذه الصفة أبعد من توهم الاستعانة بالكتابة على ما أتى به من الوحي والحكمة ولتكون حاله مشاكلة لحال أمته الذين بعث فيهم وذلك أقرب إلى صدقه { يتلو عليهم آياته } أي التي يبين رسالته وقيل آياته التي يتميز بها الحلال من الحرام والحق من الباطل { ويزكيهم } أي يطهرهم من دنس الشرك { ويعلمهم الكتاب } أي القرآن وقيل الفرائض { والحكمة } قيل هي السنة { وإن كانوا من قبل } أي من قبل إرسال محمد صلى الله عليه وسلم { لفي ضلال مبين } .