{ هُوَ الذي بَعَثَ فِي الأميين رَسُولاً مّنْهُمْ } المراد بالأميين : العرب ، من كان يحسن الكتابة منهم ومن لا يحسنها ، لأنهم لم يكونوا أهل كتاب ، والأميّ في الأصل : الذي لا يكتب ولا يقرأ المكتوب ، وكان غالب العرب كذلك ، وقد مضي بيان معنى الأميّ في سورة البقرة ، ومعنى { مِنْهُمْ } من أنفسهم ومن جنسهم ومن جملتهم وما كان حيّ من أحياء العرب إلاّ ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم قرابة ، ووجه الامتنان بكونه منهم أن ذلك أقرب إلى الموافقة لأن الجنس أميل إلى جنسه وأقرب إليه { يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءاياته } يعني القرآن مع كونه أمياً لا يقرأ ولا يكتب ولا تعلم ذلك من أحد ، والجملة صفة ل { رسولاً } ، وكذا قوله : { وَيُزَكّيهِمْ } قال ابن جريج ومقاتل : أي يطهرهم من دنس الكفر والذنوب ، وقال السديّ : يأخذ زكاة أموالهم ، وقيل : يجعلهم أزكياء القلوب بالإيمان { وَيُعَلّمُهُمُ الكتاب والحكمة } هذه صفة ثالثة ل { رسولاً } ، والمراد بالكتاب : القرآن ، وبالحكمة : السنة ، كذا قال الحسن . وقيل : الكتاب الخط بالقلم ، والحكمة : الفقه في الدين ، كذا قال مالك بن أنس { وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضلال مُّبِينٍ } أي وإن كانوا من قبل بعثته فيهم في شرك وذهاب عن الحق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.