لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَقَدۡ أَضَلُّواْ كَثِيرٗاۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا ضَلَٰلٗا} (24)

{ وقد أضلوا كثيراً } أي ضل بسبب الأصنام كثير من الناس . وقيل أضل كبراء قوم نوح كثيراً من الناس { ولا تزد الظالمين إلا ضلالاً } يعني ولا تزد المشركين بعبادتهم الأصنام إلا ضلالاً وهذا دعاء عليهم وذلك أن نوحاً عليه السلام كان قد امتلأ قلبه غضباً وغيظاً عليهم فدعا عليهم .

فإن قلت كيف يليق بمنصب النبوة أن يدعو بمزيد الضلال وإنما بعث ليصرفهم عنه . قلت إنما دعا عليهم بعد أن أعلمه الله أنهم لا يؤمنون وهو قوله تعالى : { إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن } وقيل إنما أراد بالضلال في أمر الدنيا وما يتعلق بها لا في أمر الآخرة .