فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَقَدۡ أَضَلُّواْ كَثِيرٗاۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا ضَلَٰلٗا} (24)

{ وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيراً } أي أضلّ كبراؤهم ورؤساؤهم كثيراً من الناس . وقيل : الضمير راجع إلى الأصنام : أي ضلّ بسببها كثير من الناس كقول إبراهيم : { رَبّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مّنَ الناس } [ إبراهيم : 36 ] وأجري عليهم ضمير من يعقل لاعتقاد الكفار الذين يعبدونها أنها تعقل . { وَلاَ تَزِدِ الظالمين إِلاَّ ضَلاَلاً } معطوف على { رَّبّ إِنَّهُمْ عصوني } ووضع الظاهر موضع المضمر تسجيلاً عليهم بالظلم . وقال أبو حيان : إنه معطوف على قد أضلوا ، ومعنى : { إِلاَّ ضَلاَلاً } إلاّ عذاباً : كذا قال ابن بحر ، واستدلّ على ذلك بقوله : { إِنَّ المجرمين فِي ضلال وَسُعُرٍ } [ القمر : 47 ] . وقيل : إلاّ خسراناً . وقيل : إلاّ فتنة بالمال والولد . وقيل : الضياع . وقيل : ضلالاً في مكرهم .

/خ28