فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَدۡ أَضَلُّواْ كَثِيرٗاۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا ضَلَٰلٗا} (24)

{ وقد أضلوا كثيرا } أي وقال نوح قد أضل كبراؤهم ورؤساؤهم كثيرا من الناس ، وقيل الضمير راجع إلى الأصنام أي ضل بسببها كثير من الناس كقول إبراهيم { رب إنهن أضللن كثيرا من الناس } وأجرى عليهم صيغة من يعقل لاعتقاد الكفار الذين يعبدونها أنها تعقل .

{ ولا تزد الظالمين إلا ضلالا } معطوف على { رب إنهم عصوني } ووضع الظاهر موضع المضمر تسجيلا عليهم بالظلم ، وقال أبو حيان : إنه معطوف على قد أضلوا ومعنى { إلا ضلالا } إلا عذابا كذا قال ابن بحر واستدل على ذلك بقوله { إن المجرمين في ضلال وسعر } وقيل إلا خسرانا ، وقيل إلا فتنة بالمال والولد ، وقيل الضياع وقيل ضلالا في مكرهم ، وهذا دعاء عليهم من نوح بعد أن أعلمه الله أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن .