اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَقَدۡ أَضَلُّواْ كَثِيرٗاۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا ضَلَٰلٗا} (24)

قوله : { وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيراً } ، أي : الرؤساء فهو عطف على قوله : { وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً } ، أو الأصنام ، وجمعهم جمع العقلاءِ ، معاملة لهم معاملة العقلاء لقوله تعالى : { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ الناس }[ إبراهيم : 36 ] .

قوله : { وَلاَ تَزِدِ الظالمين } . عطف على قوله : { رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي }[ على حكاية كلام نوح بعد «قال » وبعد الواو النائبة عنه ، أي قال : إنهم عصوني ] ، وقال : «لا تَزِد » ، أي : قال هذين القولين ، فهما في محل نصب ، قاله الزمخشريُّ . قال : «كقولك : قال زيد نودي للصلاة ، وصلِّ في المسجد يحكي قوليه ، معطوفاً أحدهما على صاحبه » .

وقال أبو حيَّان{[58049]} : «ولا تَزِد » معطوف على «قَدْ أضلُّوا » لأنها محكية ب «قَالَ » مضمرة ، ولا يشترط التناسب في الجمل المتعاطفة ، بل تعطف خبراً على طلب ، وبالعكس خلافاً لمن اشترط ذلك .

فصل في معنى «إلا ضلالاً »

معنى قوله : { إِلاَّ ضَلاَلاً } .

قال ابن بحر : أي إلا عذاباً ، لقوله تعالى :{ إِنَّ المجرمين فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ } [ القمر : 47 ] .

وقيل : إلاَّ خسراناً .

وقيل : إلاَّ فتنة بالمال .


[58049]:ينظر: البحر المحيط 8/342.