الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَقَدۡ أَضَلُّواْ كَثِيرٗاۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا ضَلَٰلٗا} (24)

قوله : { وَقَدْ أَضَلُّواْ } : أي الرؤساءُ أو الأصنامُ ، / وجَمَعَهم جَمْعَ العقلاءِ معاملةً لهم معاملةً العقلاء .

قوله : { وَلاَ تَزِدِ } عطفٌ على قولِه : { رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي } [ نوح : 21 ] على حكايةِ كلامِ نوحٍ بعدَ " قال " وبعد الواوِ النائبةِ عنه ، أي : قال : إنهم عَصَوْني ، وقال : لا تَزِدْ ، أي : قال هذَيْن القولَيْن ، فهما في محلِّ النصب ، قاله الزمخشريُّ . قال : " كقولك : قال زيدٌ : نوديَ للصلاة وصَلِّ في المسجدِ ، تحكي قولَيْه معطوفاً أحدُهما على صاحبِه " . وقال الشيخ : " ولا تَزِدْ " معطوفٌ على " قد أَضَلُّوا " لأنها محكيَّةٌ ب " قال " مضمرةً ، ولا يُشْترط التناسُبُ في الجملِ المتعاطفةِ ، بل تَعْطِفُ خبراً على طلبٍ ، وبالعكس ، خلافاً لمَنْ اشترطه .