لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{لِيُحِقَّ ٱلۡحَقَّ وَيُبۡطِلَ ٱلۡبَٰطِلَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (8)

{ ليحق الحق } يعني ليثبت الإسلام { ويبطل الباطل } يعني وينفي الكفر { ولو كره المجرمون } يعني المشركين وفي الآية سؤالان : الأول : أن قوله ويريد الله أن يحق الحق ثم قال بعده ليحق الحق تكرير فما معناه ؟ . والجواب أنه ليس فيه تكرير لأن المراد بالأول تثبيت ما وعد في هذه الواقعة من النصر والظفر بالأعداء والمراد بالثاني : تقوية القرآن والدين وإظهار منار الشريعة لأن الذي وقع يوم بدر من نصر المؤمنين مع قلتهم وقهر الكافرين مع كثرتهم كان سبباً لإعزاز الدين وقوته ولهذا السبب قرنه بقوله ويبطل الباطل يعني الذي هو الشرك .

السؤال الثاني : الحق حق لذاته والباطل باطل لذاته فما المراد من تحقيق الحق وإبطال الباطل .

والجواب : إن المراد من تحقيق الحق إظهار كون ذلك حقاً والمراد من إبطال ذلك الباطل إظهار كون ذلك الباطل باطلاً وذلك بإظهار دلائل الحق وتقويته . وقمع رؤساء الباطل وقهرهم .