فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لِيُحِقَّ ٱلۡحَقَّ وَيُبۡطِلَ ٱلۡبَٰطِلَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (8)

{ ليحق الحق ويبطل الباطل } هذه الجملة علة لما يريده الله أي أراد ذلك أو يريده ليظهر الحق ويرفعه وهو الإسلام ، ويبطل الباطل ، ويضعه وهو الكفر ، أو فعل ذلك ليحق الحق .

وليس في هذه الجملة تكرير لما قبلها لأن الأولى لبيان التفاوت فيما بين الإرادتين ، وهذه لبيان الحكمة الداعية إلى ذلك ، والعلة المقتضية له والمصلحة المترتبة عليه ، وقيل لا يقال فيه تحصيل الحاصل إذ المراد بالحق الإيمان ، وبالباطل الشرك وقيل المراد بالأول تثبيت ما وعد به في هذه الواقعة من النصرة والظفر بالأعداء ، وبالثاني تقوية الدين وإظهار الشريعة لأن الذي وقع يوم بدر من نصر المؤمنين مع قلتهم ، ومن قهر الكافرين مع كثرتهم كان سببا لإعزاز الدين وقوته ولهذا قرنه بقوله ويبطل الباطل .