فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لِيُحِقَّ ٱلۡحَقَّ وَيُبۡطِلَ ٱلۡبَٰطِلَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (8)

قوله : { لِيُحِقَّ الحق وَيُبْطِلَ الباطل } هذه الجملة علة لما يريده الله ، أي أراد ذلك ، أو يريد ذلك ليظهر الحق ، ويرفعه { وَيُبْطِلَ الباطل } ويضعه ، أو اللام متعلقة بمحذوف ، أي فعل ذلك ليحق الحق . وقيل متعلق بيقطع ، وليس في هذه الجملة تكرير لما قبلها ، لأن الأولى لبيان التفاوت فيما بين الإرادتين . وهذه لبيان الحكمة الداعية إلى ذلك ، والعلة المقتضية له . والمصلحة المترتبة عليه . وإحقاق الحق إظهاره ، وإبطال الباطل إعدامه : { بَلْ نَقْذِفُ بالحق عَلَى الباطل فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } ومفعول { وَلَوْ كَرِهَ المجرمون } محذوف ، أي ولو كرهوا أن يحق الحق ، ويبطل الباطل . والمجرمون هم المشركون من قريش ، أو جميع طوائف الكفار .

/خ8