غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لِيُحِقَّ ٱلۡحَقَّ وَيُبۡطِلَ ٱلۡبَٰطِلَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (8)

1

وقوله { ليحق الحق } على أن الأعمال والعقائد كلها بخلق الله وبتكوينه ولا يمكن أن يقال : المراد من إظهار الحق وضع الدلائل عليه لأن هذا المعنى حاصل بالنسبة إلى المسلم والكافر وقبل هذه الواقعة وبعدها فلا يبقى للتخصيص فائدة . والمعتزلة تمسكوا بالآية على إبطال قول من يقول إنه لا باطل ولا كفر إلا والله مريد له ، لأن ذلك ينافي إرادة تحقيق الحق وإبطال الباطل . وأجيب بأن اللام في { الحق } ينصرف إلى المعهود السابق أي في هذه القضية فلم قلتم : إنه كذلك في جميع الصور { ولو كره المجرمون } أي الكافرون أو المشركون كقوله { ويأبى الله إلا أن يُتم نوره ولو كره الكافرون } [ التوبة : 32 ] وفي موضع آخر { ولو كره المشركون } [ الصف : 90 ] .

/خ10