لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{لَا يَزَالُ بُنۡيَٰنُهُمُ ٱلَّذِي بَنَوۡاْ رِيبَةٗ فِي قُلُوبِهِمۡ إِلَّآ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (110)

{ لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة } يعني شكاً ونفاقاً { في قلوبهم } والمعنى : أن ذلك البنيان صار سبباً لحصول الريبة في قلوبهم ، لأن المنافقين فرحوا ببناء مسجدهم ، فلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخريبه ، ثقل ذلك عليهم وازدادوا غماً وحزناً وبغضاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان سبب الريبة في قلوبهم . وقيل : إنهم كانوا يحسبون أنهم محسنون في بنائه كما حبب العجل إلى بني إسرائيل فلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخريبه ، بقوا شاكّين مرتابين لأي سبب أمر بتخريبه . وقال السدي : لا يزال هدم بنيانهم ريبة أي حرارة وغيظاً في قلوبهم { إلا أن تقطع قلوبهم } أي تجعل قلوبهم قطعاً وتفرق أجزاء إما بالسيف وإما بالموت . والمعنى : أن هذه الريبة باقية في قلوبهم إلى أن يموتوا عليها { والله عليم } يعني بأحوالهم وأحوال جميع عباده { حكيم } يعني فيما حكم به عليهم .