ثم ذكر سبحانه أن بنيانهم هذا موجب لمزيد ريبهم واستمرار ترددهم وشكهم فقال : { لا يزال بنيانهم } مصدر بمعنى اسم المفعول { الذي بنوا ريبة في قلوبهم } أي شكا ونفاقا أي سبب ريبهم كأنه نفس الريبة أما حال بنائه فظاهر وأما حال هدمه فلأنه رسخ به ما كان في قلوبهم من الشر وتضاعفت آثاره وأحكامه ، وقيل معنى الريبة الحسرة والندامة لأنهم ندموا على بنيانه ، وقال المبرد أي حرارة وغيظا .
وقد كان هؤلاء الذين بنوا مسجد الضرار منافقين شاكين في دينهم ، ولكنهم ازدادوا بهدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفاقا وتصميما على الكفر ومقتا للإسلام لما أصابهم من الغيظ الشديد والغضب العظيم بهدمه .
ثم ذكر سبحانه ما يدل على استمرار هذه الريبة ودوامها وهو قوله : { إلا أن تقطع قلوبهم } قطعا وتتفرق أجزاء إما بالموت أو بالسيف ، وقيل في القبور أو في النار ، والمقصود أن هذه الريبة دائمة لهم ما داموا أحياء ، ويجوز أن يكون ذكر التقطع تصويرا لحال زوال الريبة وقيل معناه إلا أن يتوبوا توبة تتقطع بها قلوبهم ندما وأسفا على تفريطهم .
وقرئ تقطع بالتخفيف والخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أي إلا أن تقطع يا محمد قلوبهم وتتمكن منهم كل التمكن ، وقرئ ولو تقطعت قلوبهم ، وقرئ شاذا على أن تقطع على الغاية أي لا يزالون كذلك إلى أن يموتوا والمستثنى منه محذوف ، والتقدير في كل وقت إلا وقت تقطيع قلوبهم ، أو في كل حال إلا حال تقطيعها { والله عليم } بعزائمهم { حكيم } في جزاء جرائمهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.