الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{لَا يَزَالُ بُنۡيَٰنُهُمُ ٱلَّذِي بَنَوۡاْ رِيبَةٗ فِي قُلُوبِهِمۡ إِلَّآ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (110)

{ لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً } شكّاً ونفاقاً { فِي قُلُوبِهِمْ } يحسبون أنهم كانوا ببنائه محسنين كما حبب العجل إلى قوم موسى . قال ابن عباس : شكاً ونفاقاً ، وقال الكلبي : حبّبه وزيّنه لأنّهم زعموا أنهم لا يتبعونه ، وقال السدي وحبيب والمبرد : لأنّ الله هدم بنيانهم الذي بنوا حزازة في قلوبهم { إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ } تتقطع قلوبهم فيموتوا كقوله تعالى :

{ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ } [ الحاقة : 46 ]لأن الحياة تنقطع بانقطاع القلب .

وقرأ الحسن ويعقوب وأبو حاتم : إلى أن تقطع ، خفيفة على الغاية ، يدل عليه تفسير الضحاك وقتادة ، لا يزالون في شك منهم إلى أن يموتوا فيستيقنوا ويتبيّنوا .

واختلف القُراء في قوله { تَقَطَّعَ } . قال أبو جعفر وشيبة وابن عامر وحمزة والمفضل وحفص : تقطع بفتح التاء والطاء مشدداً ، يعني تقطع ثم حذفت إحدى التائين ، وقرأ يحيى بن كثير ومجاهد ونافع وعاصم وأبو عمرو والكسائي { تُقَطَّعَ } بضم التاء وتشديد الطاء على غير تسمية الفاعل وهو اختيار أبي عبيدة وأبي حاتم ، قرأ يعقوب { قَطَعَ } بضم التاء خفيفة من القطع .

وروي عن ابن كثير ( تقطع ) بفتح التاء خفيفة { قُلُوبُهُمْ } نصباً أي تفعل أنت ذلك بهم ، وقرأ ابن مسعود والأعمش ولو قطعت قلوبهم .

{ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } .