لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَلَسَوۡفَ يُعۡطِيكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰٓ} (5)

{ ولسوف يعطيك ربك فترضى } قال ابن عباس هي الشفاعة في أمته حتى يرضى ( م ) عن عبد الله بن عمرو بن العاص " أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه وقال : اللّهم أمتي أمتي وبكى فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب إلى محمد ، واسأله ما يبكيك ، وهو أعلم فأتى جبريل ، وسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم ، فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد وقل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك " ( ق ) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعتي لأمتي يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً " عن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أتاني آت من عند ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشّفاعة فاخترت الشّفاعة ، فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات لا يشرك بالله شيئاً " أخرجه التّرمذي قال حرب بن شريح سمعت جعفر بن محمد بن علي يقول إنكم يا معشر أهل العراق تقولون أرجى آية في القرآن { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله }[ الزمر : 53 ] وإنا أهل البيت نقول أرجى آية في كتاب الله { ولسوف يعطيك ربك فترضى } وقيل في معنى الآية ولسوف يعطيك ربك من الثواب فترضى ، وقيل من النصر والتّمكين وكثرة المؤمنين فترضى وحمل الآية على ظاهرها من خيري الدّنيا والآخرة معاً أولى ، وذلك أن الله تعالى أعطاه في الدّنيا النصر الظفر على الأعداء وكثرة الأتباع ، والفتوح في زمنه ، وبعده إلى يوم القيامة وأعلى دينه وإن أمته خير الأمم ، وأعطاه في الآخرة الشّفاعة العامة ، والخاصة ، والمقام المحمود وغير ذلك ، مما أعطاه في الدّنيا والآخرة ثم أخبر عن حاله صغيراً وكبيراً قبل الوحي وذكر نعمه عليه وإحسانه إليه . فقال عز وجل : { ألم يجدك يتيماً فآوى . . . } .