لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{أَلَمۡ يَجِدۡكَ يَتِيمٗا فَـَٔاوَىٰ} (6)

{ ألم يجدك يتيماً } أي صغيراً { فآوى } أي ألم يعلمك الله يتيماً من الوجود الذي هو بمعنى العلم ، والمعنى ألم يجدك يتيماً صغيراً حين مات أبوك ، ولم يخلف لك مالاً ، ولا مأوى فجعل لك مأوى تأوي إليه وضمك إلى عمك أبي طالب حتى أحسن تربيتك وكفاك المؤنة .

وذلك أن عبد الله مات ورسول الله صلى الله عليه وسلم حمل فكفله جده عبد المطلب ، فلما مات عبد المطلب ، كفله عمه أبو طالب إلى أن قوي ، واشتد وتزوج خديجة ، وقيل هو من قولهم درة يتيمة ، والمعنى ألم يجدك واحداً في قريش عديم النّظير فآواك إليه وأيدك وشرفك بنبوته واصطفاك برسالته .