لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{فَلۡيَدۡعُ نَادِيَهُۥ} (17)

قال ابن عباس : لما نهى أبو جهل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة انتهره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو جهل : أتنتهرني ؟ فوالله لأملأن عليك هذا الوادي إن شئت خيلاً جرداً ، ورجالاً مرداً . وعن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فجاءه أبو جهل فقال : ألم أنهك عن هذا ؟ فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فزبره ، فقال أبو جهل : إنك لتعلم ما بها ناد أكثر مني . فأنزل الله تعالى { فليدع ناديه سندع الزبانية } قال ابن عباس : والله لو دعا ناديه لأخذته زبانية الله . أخرجه التّرمذي ، وقال حديث حسن غريب صحيح . ومعنى فليدع ناديه أي عشيرته وقومه فلينتصر بهم ، وأصل النادي المجلس الذي يجمع الناس ، ولا يسمى نادياً ما لم يكن فيه أهله .