لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ} (5)

الوجه الثالث : من فضلها قوله تعالى : { سلام } أي سلام على أولياء الله وأهل طاعته . قال الشّعبي : هو تسليم الملائكة في ليلة القدر على أهل المساجد من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر ، وقيل : الملائكة ينزلون فيها كلما لقوا مؤمناً أو مؤمنة يسلمون عليه من ربه عزّ وجلّ ، وقيل : تم الكلام عند قوله { من كل أمر } ثم ابتدأ فقال تعالى : { سلام هي } يعني القدر سلامة وخير ليس فيها شر ، وقيل : لا يقدر الله في تلك اللّيلة ولا يقضي إلا السلامة ، وقيل : إن ليلة القدر سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءاً أو يحدث فيها أذى { حتى مطلع الفجر } أي إن ذلك السّلام أو السّلامة تدوم إلى مطلع الفجر ، والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده .