صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ} (6)

{ فبأي حديث بعد الله } أي بعد حديث الله الذي يتلوه عليكم الرسول وهو القرآن . وقد جاء إطلاق الحديث عليه في قوله تعالى : " الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني " {[318]} . { وآياته } دلائله وحججه{ يؤمنون } .


[318]:آية 23 الزمر.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ} (6)

قوله تعالى : { تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق } يريد هذا الذي قصصنا عليك من آيات الله نقصها عليك بالحق ، { فبأي حديث بعد الله } بعد كتاب الله ، { وآياته يؤمنون } قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر ويعقوب : { تؤمنون } بالتاء ، على معنى " قل " لهم يا محمد : فبأي حديث تؤمنون ، وقرأ الآخرون بالياء .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ} (6)

ولما ذكر هذه الآيات العظيمات ، وكانت كلها مشتركة في العظم ، بعد ما أشار إلى تباين رتبها في الخفاء والجلاء بفواصلها{[57899]} ، قال مشيراً إلى علو رتبها{[57900]} بأداة البعد : { تلك } أي الآيات الكبرى { آيات الله } أي دلائل المحيط بصفات الكمال التي لا شيء أجلى ولا أظهر {[57901]}ولا أوضح{[57902]} منها{[57903]} . ولما كان كأنه قيل : ما لها ؟ قال ، أو يكون المراد : نشير إليها حال كوننا { نتلوها } أي نتابع قصها { عليك } سواء كانت مرئية أو مسموعة ، متلبسة{[57904]} { بالحق } أي الأمر الثابت الذي لا يستطاع تحويله فليس بسحر ولا كذب ، فتسبب عن ذلك حينئذ الإنكار عليهم وعلى من يطلب إجابتهم إلى المقترحات طمعاً{[57905]} في إيمانهم في قوله تعالى : { فبأي حديث } أي خبر عظيم صادق يتجدد علمهم به يستحق أن يتحدث به ، واستغرق كل حديث فقال : { بعد الله } أي الحديث الأعظم عن{[57906]} الملك الأعلى { وآياته } أي والحديث عن {[57907]}دلالاته العظيمة{[57908]} { يؤمنون * } من خاطب - وهم الجمهور{[57909]} - ردوه على قوله " وفي خلقكم " وهو أقوى تبكيتاً ، وغيرهم و{[57910]}هم أبو عمرو وحفص{[57911]} عن عاصم وروح عن يعقوب رأوا أن ذلك الخطاب صرف إلى خطاب النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { نتلوها عليك بالحق } .


[57899]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: تبعوا أصلها.
[57900]:من م ومد، وفي الأصل: رتبتها.
[57901]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[57902]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[57903]:زيد في الأصل و ظ: انتهى، ولم تكن الزيادة في م ومد فحذفناها.
[57904]:في مد: ملتبسة.
[57905]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: جمعا.
[57906]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: من.
[57907]:من ظ ومد، وفي الأصل: دلالته العظيم به.
[57908]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: دلالته العظيم به.
[57909]:راجع نثر المرجان/496.
[57910]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: هو أبو حفص وعمرو.
[57911]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: هو أبو حفص وعمرو.