صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَقَدۡ كَفَرُواْ بِهِۦ مِن قَبۡلُۖ وَيَقۡذِفُونَ بِٱلۡغَيۡبِ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ} (53)

{ ويقذفون بالغيب } أي وكانوا يرجمون بالظن ويتكلمون بما لم يظهر لهم ؛ فينسبون إليه تعالى الشريك ويقولون : لا بعث ولا نشور ولا جنة ولا نار . ويقولون في القرآن : سحر وشعر وأساطير الأولين . وفي الرسول : ساحر شاعر كاهن مجنون . { من مكان بعيد } من جهة بعيدة عن أمر من تكلموا في شأنه وعن الحق والصدق . والعرب تقول لكل من تكلم بما لا يحقه : هو يقذف ويرجم بالغيب .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَقَدۡ كَفَرُواْ بِهِۦ مِن قَبۡلُۖ وَيَقۡذِفُونَ بِٱلۡغَيۡبِ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ} (53)

قوله تعالى : { وقد كفروا به من قبل } أي : بالقرآن ، وقيل : بمحمد صلى الله عليه وسلم ، من قبل أن يعاينوا العذاب وأهوال القيامة ، { ويقذفون بالغيب من مكان بعيد } قال مجاهد : يرمون محمداً بالظن لا باليقين ، وهو قولهم ساحر وشاعر وكاهن ، ومعنى الغيب : هو الظن لأنه غاب علمه عنهم ، والمكان البعيد : بعدهم عن علم ما يقولون ، والمعنى يرمون محمداً بما لا يعلمون من حيث لا يعلمون . وقال قتادة : يرجمون بالظن يقولون لا بعث ولا جنة ولا نار .