صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٞ} (89)

{ فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم } كان قومه يعبدون الكواكب ويعتقدون تأثيرها في العالم ، وكانوا يعبدون الأصنام ويتخذونها ذريعة إلى عبادة الكواكب ، واستنزال روحانياتها كما يزعمون . فأراد أن يكايدهم في أصنامهم ، ليلزمهم الحجة في أنها لا تجلب خيرا ولا تدفع شرا ، وأن عبادتها شرك وضلال ؛ فدبر أن يحطمها في غفلة منهم ، وأن يتخلف عن الخروج معهم في يوم العيد كعادتهم ليتمكن من ذلك . فأراهم أنه نظر في النجوم – وكانوا يتعاطون علم النجوم – فاستدل بها على أنه مشارف للسقم فلا يستطيع الخروج معهم

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٞ} (89)

قوله تعالى : { فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم } قال ابن عباس : كان قومه يتعاطون علم النجوم فعاملهم من حيث كانوا لئلا ينكروا عليه ، وذلك أنه أراد أن يكايدهم في أصنامهم ليلزمهم الحجة في أنها غير معبودة ، وكان لهم من الغد عيد ومجمع ، وكانوا يدخلون على أصنامهم ويفرشون لهم الفراش ويضعون بين أيديهم الطعام قبل خروجهم إلى عيدهم ، زعموا التبرك عليهم فإذا انصرفوا من عيدهم أكلوه ، فقالوا لإبراهيم : ألا تخرج غداً معنا إلى عيدنا ؟ فنظر إلى النجوم فقال : إني سقيم ، قال ابن عباس : مطعون ، وكانوا يفرون من الطاعون فراراً عظيماً . قال الحسن : مريض . وقال مقاتل : وجع . وقال الضحاك : سأسقم .