غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٞ} (89)

91

وقال الأزهري عن أحمد بن يحيى : النجوم جمع نجم وهو كل ما تفرق ومنه نجوم الكتابة أي نظر في متفرقات كلامهم وأحوالهم حتى يستخرج منه حيلة فلم يجد عذراً أحسن من قوله :{ إني سقيم } وفي قوله { إني سقيم } قولان : الأوّل أنه صدر منه كذباً لمصلحة رأى فيه ، ولما جاء في الحديث " لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات " : قوله : { إني سقيم } وقوله { بل فعلهم كبيرهم } وقوله لسارة إنها أختي " وقد سبق تقرير ذلك في الأنبياء . والثاني وهو الأقوى أنه كلام صادق لأن الكذب قبيح وإن اشتمل على مصلحة . وأما الحديث فنسبه الراوي إلى الكذب أولى من نسبة نبي الله إلى ذلك .

والإنسان لا نيفك في أكثر أحواله عن حصول حالة مكروهة له ، إما في بدنه أو في قلبه ، فلعل به سقماً كالحمى الثابتة ، أو أراد سيسقم لأمارة نجومية ، أو أراد به الموت الذي يلحقه لا محالة ولا داء أعي منه . الثاني : وقوله { إني سقيم } أي سقيم القلب غير عارف بربي وكان ذلك قبل البلوغ ، أو سقيم النفس لكفركم .

/خ83