محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٞ} (89)

{ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ } أي مريض لا يمكنني الخروج معكم إلى معيّدكم . ترخص عليه السلام بذلك ، ليتخلص من شهود زورهم ومنكراتهم وأفانين شركهم ، مما تجوزه المصلحة . أو عنى أنه سقيم القلب ، تشبيها لغمه وحزنه بالمرض ، على طريق التشبيه . أو أراد أنه مستعد للموت استعداد المريض . فهو استعارة أو مجاز مرسل .

قال الزمخشري : والذي قاله إبراهيم عليه السلام ، معراض من الكلام . ولقد نوى به أن من في عنقه الموت ، سقيم . ومنه المثل ( كفى بالسلامة داء ) وقول لبيد : {[6364]}

فدعوت ربي بالسلامة جاهدا *** ليُصِحّني ، فإذا السلامة داء

ومات الرجل فجأة ، فالتفّ عليه الناس وقالوا : مات وهو صحيح . فقال أعرابي : أصحيح من الموت في عنقه ؟ انتهى .

وقال السيوطي في ( الإكليل ) : في الآية استعمال المعاريض والمجاز للمصلحة .


[6364]:رواه المبرد في الكامل غير منسوب. وقال في(رغبة الآمل ج3 ص 35): ينسب إلى عبد الرحمن بن سويد المريّ.