صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ} (6)

{ إلا الذين آمنوا . . . } وجروا على موجب تلك الصفات التي منحهم الله إياها ؛ أنشأهم عليها .

{ فلهم أجر غير ممنون } أي غير مقطوع عنهم . أو غير ممنون به عليهم جزاء إيمانهم ، واستمساكهم بالحق ، وقيامهم بما تقتضيه تلك الصفات . ولا تقبح صورهم يوم القيامة ؛ بل يزدادون بهجة وحسنا . والاستثناء متصل من ضمير " رددنا " العائد على الإنسان ، فإنه في معنى الجمع . أو لكن الذين كانوا صالحين من الهرمى لهم أجر غير ممنون ؛ لصبرهم على ما ابتلوا به من الهرم المانع لهم عن النهوض لأداء وظائفهم من العبادة . والاستثناء منقطع بمعنى لكن ؛ لدفع ما يتوهم من أن التساوي في أرذل العمر يقتضي التساوي في غيره .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ} (6)

ثم استثنى فقال :{ إلا الذين آمنوا } فإنهم لا يردون إلى النار . ومن قال بالقول الأول قال : رددناه أسفل سافلين ، فزالت عقولهم وانقطعت أعمالهم ، فلا يكتب لهم حسنة إلا الذين آمنوا . { وعملوا الصالحات } فإنه يكتب لهم بعد الهرم والخرف ، مثل الذين كانوا يعملون في حال الشباب والصحة . قال ابن عباس : هم نفر ردوا إلى أرذل العمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله تعالى عذرهم . فأخبر أن لهم أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم . قال عكرمة : لم يضر هذا الشيخ كبره إذ ختم الله له بأحسن ما كان يعمل . وروى عاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس قال : { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } قال : { إلا الذين قرؤوا القرآن } وقال : من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر . { فلهم أجر غير ممنون } غير مقطوع ، لأنه يكتب له كصالح ما كان يعمل . قال الضحاك : أجر بغير عمل .