لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ} (6)

{ إلا الذين آمنوا وعملوا الصّالحات } فإنهم لا يردون إلى النار أو إلى أسفل سافلين ، وعلى القول الأول يكون الاستثناء منقطعاً ، والمعنى ثم رددناه أسفل سافلين فزال عقله وانقطع عمله ، فلا تكتب له حسنة ، لكن الذين آمنوا وعملوا الصّالحات ولازموا عليها إلى أيام الشيخوخة والهرم والضّعف ، فإنه يكتب لهم بعد الهرم والخرف مثل الذي كانوا يعملون في حالة الشّباب والصّحة . وقال ابن عباس : هم نفر ردوا إلى أرذل العمر على زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله عذرهم وأخبرهم أن لهم أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم ، فعلى هذا القول السبب خاص وحكمه عام . قال عكرمة : ما يضر هذا الشيخ كبره إذا ختم الله له بأحسن ما كان يعمل . وروي عن ابن عباس : قال إلا الذين قرؤوا القرآن ، وقال : من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر . { فلهم أجر غير ممنون } يعني غير مقطوع ؛ لأنه يكتب له بصالح ما كان يعمل . قال الضّحاك : أجر بغير عمل ، ثم قال : إلزاماً للحجة .