معاني القرآن للفراء - الفراء  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ} (6)

ويقال : { ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ }إلى النار ؛ ثم استثنى فقال : { إِلاَّ الذين آمنوا } استثناء من الإنسان : لأنّ معنى الإنسان : الكثير . ومثله : { إِنَّ الإِنْسَانَ لَفي خُسْرٍ ، إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا } وهي في قراءة عبد الله «أسفل السافلين » ، ولو كانت أسفل سافل لكان صوابا ؛ لأنّ لفظ الإنسان واحدٌ ، فقيل : «سافلين » على الجمع ؛ لأن الإنسان في معنى جمع ، وأنت تقول : هذا أفضل قائم ، ولا تقول : هذا أفضل قائمين ؛ لأنك تضمر لواحد ، فإذا كان الواحد غير مقصود له رجع اسمه بالتوحيد وبالجمع كقوله { والذي جاء بِالصِّدْقِ وصَدَّقَ بِهِ أُولَئكَ هُمُ الْمُتَّقُون } وقال في عسق : { وإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإِنْسَانَ كَفُورٌ } فردّ الإنسان على جمع ، ورد تصبهم على الإنسان للذي أنبأتك به .