بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ} (6)

ثم قال عز وجل : { إِلاَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات } يعني : صدقوا بوحدانية الله تعالى ، وعملوا الصالحات { فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } يعني : غير منقوص ، وذلك أن المؤمن إذا عمل في حالة شبابه ، وقوته وحياته ، فإذا مرض أو هرم ، أو مات ، فإنه يكتب له حسناته ، كما كان يعمل في حال شبابه وقوته ، إلى يوم القيامة ، ويقال : { غَيْرُ مَمْنُونٍ } يعني : غير مقطوع ، ويقال : { غَيْرُ مَمْنُونٍ } يعني : لا يُمَنُّ عليه . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنَّ المُؤْمِنُ إذَا مَاتَ ، صَعِدَ مَلَكَاهُ إلى السَّمَاءِ ، فَيَقُولاَنِ : إنَّ عَبْدَكَ فُلاَناً قَدْ مَاتَ ، فَأْذَنْ لَنَا حَتَّى نَعْبُدَكَ عَلَى السَّمَاءِ ، فَيَقُولُ الله تَعَالَى : إِنَّ سَمَاوَاتِي مَمْلُوْءةٌ بِمَلاَئِكَتِي ، وَلَكِنْ اذْهَبَا إلَى قَبْرِهِ ، فَاكْتُبَا لَهُ حَسَنَاتِهِ إلَى يَوْمِ القِيَامَة " .