{ ثم رددناه أسفل سافلين } يعني : الكافر من ولده .
وعن ابن عباس أن معناه أنه خلق معتدلا مقوما ، وليس شيء من الحيوان إلا خلق منكبا على وجهه إلا الإنسان( {[76523]} ) ، وتقدير الكلام : لقد خلقنا الإنسان في تقويم( {[76524]} ) أحسن تقويم ، ثم حذف الموصوف وقامت الصفة مقامه( {[76525]} ) .
ثم قال : { ثم رددنه أسفل سفلين } أي إلى أرذل العمر من الكبر( {[76526]} ) . ] قاله[ ( {[76527]} ) قتادة( {[76528]} ) والضحاك( {[76529]} ) والنخعي( {[76530]} ) .
وروي أنها نزلت في نفر ( كبروا على عهد الرسول اللهصلى الله عليه وسلم )( {[76531]} ) فسفهت عقولهم ، فسئل عنهم النبيصلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله فيهم : { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون } .
أي : لهم أجرهم ] الذي[ ( {[76532]} ) عملوا قبل أن تذهب عقولهم ، ومثله جار عليهم بعد ذهاب عقولهم .
وقال أبو العالية : معناه : ثم رددناه إلى النار في أقبح صورة ، في صورة خنزير . وهو قول مجاهد : والحسن وابن زيد( {[76533]} ) . ويكون الاستثناء على هذا القول معناه : إلا الذين آمنوا فلهم الجنة .
والإنسان : اسم للجنس ، فلذلك وقع الاستثناء منه . ويدل على أنه بمعنى الجماعة قوله : { أسفل سافلين } ولو( {[76534]} ) أريد( {[76535]} ) به الواحد لقال : " أسفل سافل " . تقول : " هذا أفضل قائم " ، ولا تقول : " أفضل قائمين " ، لأن المشار إليه واحد . ولو قلت : " هؤلاء أفضل قائمين " ( {[76536]} ) حسن ، لأن الأول( {[76537]} ) جمع .
وقال عكرمة : { أسف سافلين } : أرذل( {[76538]} ) العمر ، لكنه قال : من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر . يريد : إذا قرأه وهو كبير هرم( {[76539]} ) ، فلم يرد إلى أرذل العمر . واستدل على ذلك بقوله تعالى : { لكي لا يعلم بعد علم شيئا }( {[76540]} ) .
وقيل : إن قوله : { إلا الذين لآمنوا } استثناء( {[76541]} ) منقطع ، بدلالة حسن " أن " مع " إلآ " وتقديره( {[76542]} ) : إلا ( أن )( {[76543]} ) الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون بعد أن ] يردوا[ ( {[76544]} ) ( إلى )( {[76545]} ) أرذل العمر ، أي : أجرهم جار عليهم على مثال( {[76546]} ) أعمالهم في صحتهم( {[76547]} ) .
قال ابن عباس : { إلا الذين لآمنوا وعملوا( {[76548]} ) الصالحات } الآية( {[76549]} ) :
هو إذا كان الرجل يعمل بطاعة الله جل وعز في شبابه كله ثم كبر حتى ذهب عقله ، كتب له مثل عمله الصالح الذي كان يعمل في شبيبته( {[76550]} ) ، ولم( {[76551]} ) يؤاخذ بشيء مما عمل في كبره وذهاب عقله من أجل أنه مؤمن كان يطيع الله في صحته وشبيبته( {[76552]} ) .
وقال إبراهيم : إذا بلغ المؤمن أرذل العمر ، كتب له أحسن ما كان يعمل في شبابه وصحته ، فهو قوله : { فلهم أجر غير ممنون }( {[76553]} ) .
وقال ابن عباس أيضا : معناه : إلا الذي آمنوا وعملوا الصالحات ، فإنهم تكتب لهم حسناتهم ويتجاوز عن سيئاتهم( {[76554]} ) ، وقال : هم الذين أدركهم الكبر ، لا يؤاخذون( {[76555]} ) بعمل عملوه في كبرهم وهم لا يعقلون( {[76556]} ) .
وروي في معنى هذا الاستثناء أن العبد إذا كان في شبابه كثير( {[76557]} ) فعل الخير ، ثم كبر وضعف عما كان يعمل ، أجرى( {[76558]} ) الله أجر ذلك العمل عليه تفضلا منه( {[76559]} ) .
ومعنى { غير ممنون } : غير منقطع( {[76560]} ) .
وقيل : معناه لا يمن بذلك عليهم( {[76561]} ) .
وقال عكرمة : يوفيهم الله أجرهم ولا يؤاخذهم إذا ردوا إلى أرذل العمر( {[76562]} ) .
وقال قتادة : معناه : أن من أدركه الكبر والهرم وكان يعمل عملا صالحا ، كان له مثل أجره( {[76563]} ) .
وقال( {[76564]} ) ابن عباس : { غير ممنون } : غير منقوص( {[76565]} ) .
وقال مجاهد وإبراهيم : " غير ] محسوب[ ( {[76566]} ) " ( {[76567]} ) . وقيل : غير مقطوع( {[76568]} ) .
وقيل : لا يمن عليهم ( به )( {[76569]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.