السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ} (6)

فقوله تعالى : { إلا الذين آمنوا وعملوا } أي : تصديقاً لدعواهم الإيمان { الصالحات } أي : الطاعات استثناء متصل على الثاني على أنّ المعنى : رددناه أسفل من سفل خلقاً وتركيباً ، يعني : أقبح من قبح صورة وأشوهه خلقة ، وهم أهل النار وأسفل من سفل من أهل الدركات . فالاتصال على هذا واضح ، وعلى الأوّل منقطع ، أي : لكن الذين كانوا صالحين من الهرمى { فلهم } أي : فتسبب عن ذلك أن كان لهم { أجر غير ممنون } أي : ثواب دائم غير منقطع على طاعاتهم وصبرهم على ابتلاء الله تعالى لهم بالشيخوخة والهرم ، وعلى مقاساة المشاق والقيام بالعبادة على تخاذل نهوضهم ، وفي الحديث : «إذا بلغ المؤمن من الكبر ما يعجز عن العمل كتب له ما كان يعمل » . وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إلا الذين قرؤوا القرآن ، وقال : من قرأ القرآن لم يردّ إلى أرذل العمر .