الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ} (3)

{ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ } تعمل في النار عملاً تتعب فيه ، وهو جرها السلاسل والأغلال ، وخوضها في النار كما تخوض الإبل في الوحل ، وارتقاؤها دائبة في صعود من نار ، وهبوطها في حدور منها . وقيل : عملت في الدنيا أعمال السوء والتذت بها وتنعمت ، فهي في نصب منها في الآخرة ، وقيل : عملت ونصبت في أعمال لا تجدي عليها في الآخرة . من قوله { وَقَدِمْنَا إلى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ } [ الفرقان : 23 ] . { وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } [ الكهف : 104 ] ، { أُولَئِكَ الذين حَبِطَتْ أعمالهم } [ آل عمران : 22 ] ، وقيل : هم أصحاب الصوامع ، ومعناه : أنها خشعت لله وعملت ونصبت في أعمالها من الصوم الدائب ، والتهجد الواصب وقرىء «عاملة ناصبة » على الشتم .