السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ} (3)

{ عاملة ناصبة } ، أي : ذات نصب وتعب . قال سعيد بن جبير عن قتادة : تكبرت في الدنيا عن طاعة الله تعالى فأعملها الله تعالى وأنصبها في النار بجرّ السلاسل الثقال وحمل الأغلال ، والوقوف حفاة عراة في العَرَصَات في يوم كان مقداره ألف سنة . وقال ابن مسعود : تخوض في النار كما تخوض الإبل في الوحل . وقال الحسن : لم تعمل لله في الدنيا ولم تنصب له فأعملها وأنصبها في جهنم . وقال ابن عباس : هم الذين أنصبوا أنفسهم في الدنيا على معصية الله تعالى على الكفر ، مثل عبدة الأوثان والرهبان وغيرهم لا يقبل الله تعالى منهم إلا ما كان خالصاً له . وعن علي أنهم الخوارج الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ، وأعمالكم مع أعمالهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية » الحديث .