صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ} (3)

{ ليلة القدر خير . . . } أي هي أفضل من أشهر كثيرة مضت على الأمم السالفة ؛ بما نزل فيها من القرآن والشريعة العظمى التي ختمت بها الرسالات الإلهية إلى البشر . أو العبادة فيها أكثر ثوابا ، وأعظم فضلا من العبادة في أشهر كثيرة ليس فيها ليلة القدر .

والعمل القليل قد يفضل الكثير باعتبار الزمان والمكان وكيفية الأداء ؛ وهو تفضل منه تعالى ، ولله أن يخص ما شاء بما شاء . والمراد من الألف : التكثير ؛ كما في قوله تعالى : " يود أحدهم لو يعمر ألف سنة " {[413]} .


[413]:آية 96 البقرة.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ} (3)

{ ليلة القدر خير من ألف شهر } معناه : أن من قامها كتب الله له أجر العبادة في ألف شهر ، قال بعضهم : يعني في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ، وفي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " ، وسبب الآية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا ممن تقدم عبد الله ألف شهر ، فعجب المسلمون من ذلك ، ورأوا أن أعمارهم تنقص عن ذلك ، فأعطاهم الله ليلة القدر ، وجعلها خيرا من العبادة في تلك المدة الطويلة ، وروي أن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما عوتب حين بايع معاوية ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام بني أمية ينزون على منبره نزو القردة ، وأعلمه أنهم يملكون أمر الناس ألف شهر ، فاغتم لذلك فأعطاه الله ليلة القدر وهي خير من ملك بني أمية ألف شهر ، ثم كشف الغيب أنه كان من بيعة الحسن لمعاوية إلى قتل مروان الجعدي آخر ملوك بني أمية بالمشرق ألف شهر .