صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلرَّحۡمَٰنِۖ لَا يَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابٗا} (37)

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلرَّحۡمَٰنِۖ لَا يَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابٗا} (37)

خطابا : مخاطبة .

فالله الّذي رضي عنهم هو ربُّ السموات والأرض الذي وسِعت رحمتُه كلَّ شيء ولا يملك أحد مخاطبتَه تعالى بالشفاعة إلا بإذنِه .

قراءات :

قرأ أبو عمرو : ربُّ السموات والأرض الرحمن ، برفع رب والرحمن ، والباقون بالكسر . وقرأ عاصم وابن عامر ويعقوب : الرحمن بالجر . وقرأ حمزة والكسائي بجر رب السموات ، ورفع الرحمن .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلرَّحۡمَٰنِۖ لَا يَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابٗا} (37)

{ 37 - 40 } { رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا * ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا * إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا }

أي : الذي أعطاهم هذه العطايا هو ربهم { رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } الذي خلقها ودبرها { الرَّحْمَنِ } الذي رحمته وسعت كل شيء ، فرباهم ورحمهم ، ولطف بهم ، حتى أدركوا ما أدركوا .

ثم ذكر عظمته وملكه العظيم يوم القيامة ، وأن جميع الخلق كلهم ذلك اليوم ساكتون لا يتكلمون و { لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا } إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ،

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلرَّحۡمَٰنِۖ لَا يَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابٗا} (37)

قوله تعالى : " رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن " قرأ ابن مسعود ونافع وأبو عمرو وابن كثير وزيد عن يعقوب ، والمفضل عن عاصم : " رب " بالرفع على الاستئناف ، " الرحمن " خبره . أو بمعنى : هو رب السموات ، ويكون " الرحمن " مبتدأ ثانيا . وقرأ ابن عامر ويعقوب وابن محيصن كلاهما بالخفض ، نعتا لقوله : " جزاء من ربك " أي جزاء من ربك رب السموات الرحمن . وقرأ ابن عباس وعاصم وحمزة والكسائي : " رب السموات " خفضا على النعت ، " الرحمن{[15760]} " رفعا على الابتداء ، أي هو الرحمن . واختاره أبو عبيد وقال : هذا أعدلها ، خفض " رب " لقربه من قوله : " من ربك " فيكون نعتا له ، ورفع " الرحمن " لبعده منه ، على الاستئناف ، وخبره " لا يملكون منه خطابا " أي لا يملكون أن يسألوه إلا فيما أذن لهم فيه . وقال الكسائي : " لا يملكون منه خطابا " بالشفاعة إلا بإذنه . وقيل : الخطاب : الكلام ؛ أي لا يملكون أن يخاطبوا الرب سبحانه إلا بإذنه ؛ دليله : " لا تكلم نفس إلا بإذنه " [ هود : 105 ] .

وقيل : أراد الكفار " لا يملكون منه خطابا " ، فأما المؤمنون فيشفعون . قلت : بعد أن يؤذن لهم ؛ لقوله تعالى : " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " وقوله تعالى : " يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا " [ طه : 109 ] .


[15760]:هذه القراءة ذكرها القرطبي وابن عطية ولم يذكرا قراءة عاصم بالجر فيهما وهي رواية حفص، وقد ذكرها أبو حيان والألوسي، فتكون القراءات عن عاصم على هذا ثلاثا؛ رفع فيهما، وجرفيهما، وجر "رب" ورفع "الرحمن".
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلرَّحۡمَٰنِۖ لَا يَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابٗا} (37)

ولما ذكر سبحانه سعة فضله ، وصف نفسه الأقدس بما يدل على عظمته زيادة في شرف المخاطب صلى الله عليه وسلم لأن عظمة العبد على حسب عظمة السيد ، فقال مبدلاً على قراءة الجماعة وقاطعاً بالرفع على المدح عند الحجازيين وأبي عمرو : { رب السماوات والأرض } أي مبدعهما ومدبرهما ومالكهما { وما بينهما } ملكاً وملكاً . ولما شمل{[71236]} ذلك العرش وما دونه{[71237]} ، علله بقوله : { الرحمن } أي الذي له الإنعام العام الذي أدناه الإيجاد ، وليس ذلك لأحد غيره ، فإن الكل داخل في ملكه وملكه ، ولذلك قال دالاً على الجبروت بعد صفة الرحمة : { لا يملكون } أي أهل السماوات والأرض ومن بين ذلك أصلاً دائماً في وقت من الأوقات في الدنيا ولا في الآخرة لا في يوم بعينه : { منه } أي العام النعمة خاصة { خطاباً * } أي أن يخاطبوه أو يخاطبوا غيره بكلمة فما فوقها في أمرهم في غاية الاهتمام به بما أفاده التعبير بالخطاب ، فكيف بما دونه{[71238]} وإذا لم يملكوا ذلك منه فممن والكل في ملكه وملكه ؟ وعدم ملكهم لأن يخاطبهم مفهوم موافقة ، والحاصل أنهم لا يقدرون على خطاب ما من ذوات أنفسهم كما هو شأن المالك . وأما غيره فقد يملكون أن يكرهوه{[71239]} على خطابهم وأن يخاطبوه بغير إذن من ذلك الغير-{[71240]} ولا رضى وبغير تمليك منه لهم لأنه لا ملك له ، وإذا كان هذا في{[71241]} الخطاب فما ظنك بمن يدعي الوصال بالاتحاد{[71242]} - عليهم اللعنة ولهم سوء المآب ، ما أجرأهم على الاتحاد ! وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري : كيف يكون للمكون المخلوق والفقير المسكين مكنة تملك منه خطاباً {[71243]}أو تتنفس نفساً{[71244]} كلا بل هو الله الواحد{[71245]} الجبار .


[71236]:زيد في الأصل: من، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71237]:من ظ و م، وفي الأصل: دونهما.
[71238]:من ظ و م، وفي الأصل: دونهم.
[71239]:من ظ و م، وفي الأصل: يكون.
[71240]:زيد من م.
[71241]:من ظ و م، وفي الأصل: من.
[71242]:من ظ و م، وفي الأصل: باتحاد.
[71243]:من ظ و م، وفي الأصل: تنفس تنفسا.
[71244]:من ظ و م، وفي الأصل: تنفس تنفسا.
[71245]:من ظ و م، وفي الأصل: الأحد.