قوله تعالى : { رَّبِّ السماوات } .
قرأ نافعٌ ، وابن كثير{[59180]} ، وأبو عمرو : برفع «رب » و«الرحمن » .
والأخوان : يخفض الأول ، ورفع الثاني .
أحدها : أن يكون «ربُّ » خبر مبتدأ محذوف مضمر ، أي : «هو رب » ، و«الرحمن » كذلك ، أو مبتدأ ، خبره «لا يَمْلِكُون » .
الثاني : أن يجعل «ربُّ » مبتدأ ، و«الرحمن » خبره ، و«لا يملكون » خبر ثان ، أو مستأنف .
الثالث : أن يكون «ربُّ » مبتدأ ، و«الرحمن » مبتدأ ثان ، و«لا يملكون » خبره ، والجملة خبر الأول ، وحصل الرَّبطُ بتكرير المبتدأ بمعناه وهو رأي الأخفشِ ، ويجوز أن يكون «لا يَمْلِكُون » حالاً وتكون لازمة .
وأما جرهما : فعلى البدل ، أو البيان ، أوالنعت ، كلاهما للأول ، إلاَّ أنَّ تكرير البدل فيه نظر وتقدم التنبيه عليه في آخر الفاتحة{[59181]} .
وتجعل { رَّبِّ السماوات } تابعاً للأول ، و «الرَّحْمن » تابعاً للثاني على ما تقدم .
وأمَّا الأول ، فعلى التبعية للأول .
وأما رفع الثاني ، فعلى الابتداء ، والخبر : الجملة الفعلية ، أو على أنَّه خبر مبتدأ مضمر ، و«لا يَمْلِكُونَ » على ما تقدم من الاستئناف ، أو الخبر الثاني ، أو الحال اللازمة .
نقل عطاء عن ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - أن الضمير في «لا يملكون » راجع إلى المشركينَ ، أي : لا يخاطبهم الله .
وأما المؤمنون فيشفعون ، ويقبل الله - تعالى - منهم بعد إذنه لهم{[59182]} .
وقال القاضي : إنَّه راجع للمؤمنين ، والمعنى : أنَّ المؤمنين لا يملكون أن يخاطبُوا الله - تعالى - في أمرٍ من الأمورِ .
لما ثبت أنه - تعالى - عدل لا يجور ، وثبت أن العقاب الذي أوصله إلى الكفَّار عدل ، وثبت أنَّ الثَّواب الذي أوصله إلى المؤمنين عدل ، وأنَّه ما بخسهم حقَّهم ، فبأيِّ سبب يُخاطبونه .
وقيل : الضمير يعود لأهل السماواتِ والأرضِ ، وإنَّ أحداً من المخْلُوقِيْنَ لا يملك مخاطبة الله - تعالى - ومكالمته .
قال ابن الخطيب{[59183]} : وهذا هو الصواب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.