فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلرَّحۡمَٰنِۖ لَا يَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابٗا} (37)

{ رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمان } قرئ بخفض رب والرحمان على أن رب بدل من ربك والرحمان صفة له ، قرئ برفعهما على أن رب مبتدأ والرحمان خبره أو الرحمان صفته ولا يملكون خبره أو على أن رب خبر مبتدأ مقدر أي هو رب ، والرحمان صفته ، أو على أن رب مبتدأ والرحمان مبتدأ ثان ولا يملكون خبر المبتدأ الثاني ، والجملة خبر المبتدأ الأول .

وقرأ ابن عباس وحمزة والكسائي بخفض الأول ورفع الثاني على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو الرحمان ، واختار هذه القراءة أبو عبيدة ، وقال هذه أعدلها فخفض رب لقربه من ربك فيكون نعتا له ، ورفع الرحمان لبعده منه على الاستئناف ، وخبره قوله :

{ لا يملكون } أي الخلق { منه } تعالى أن يسألوا إلا فيما أذن لهم فيه { خطابا } بالشفاعة إلا بإذنه ، وقيل الخطاب الكلام أي لا يملكون أن يخاطبوا الرب سبحانه خوفا إلا بإذنه ، دليله { لا تكلم نفس إلا بإذنه } وقيل أراد الكفار وأما المؤمنون فيشفعون ، والجملة مستأنفة مقررة لما تفيده الربوبية العامة من العظمة والكبرياء .