غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلرَّحۡمَٰنِۖ لَا يَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابٗا} (37)

1

ثم مدح نفسه بقوله { رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن } وقد تقدّم إعرابه في الوقوف . والضمير في { لا يملكون } قيل للكافرين نقله عطاء عن ابن عباس ، يريد لا يخاطب المشركون الله ، وأما المؤمنون فيشفعون ويقبل الله ذلك منهم . وقيل للمؤمنين لأن ذكرهم أقرب من ذكر الكفار ، والمراد أنه ما تحيف حقهم فبأي سبب يخاطبونه . والأكثرون على أن الضمير لأهل السماوات والأرض فإن أحداً من المخلوقين لا يملك خطاباً من جهة الله إذ كل من هو سواه فهو مملوكه ، والمملوك لا يملك من جهة مالكه شيئاً وإلا لم يكن للمالك كمال الملك . وقالت المعتزلة : إنه عالم بقبح القبيح غني عن فعله وعالم بغناه فلا يفعل إلا الحسن وحينئذ لا وجه للمطالبة والمخاطبة .

/خ40