محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلرَّحۡمَٰنِۖ لَا يَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابٗا} (37)

{ رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا } قال ابن جرير{[7325]} أي لا يملكون أن يخاطبوا الله قال والمخاطب المخاصم الذي يخاصم صاحبه وقال غيره أي لا يملكهم الله منه خطابا في شأن الثواب والعقاب بل هو المتصرف فيه وحده وهذا كما تقول ( ملكت منه درهما ) ف ( من ) ابتدائية متعلقة ب { يملكون } وعلى ما ذكره ابن جرير من أن المعنى لا يملكون أن يخاطبوه بشيء من نقص العذاب ف { منه } صلة { خطابا } كما تقول { خاطبت منك } على معنى خاطبتك ك { بعت زياد } أو { بعت من زيد } ف- { منه } بيان مقدم على المصدر لا صلة { يملكون } وقد قرىء { رب } و { الرحمن } بالجر وبالرفع وقرىء بالجر الأول ورفع الثاني .


[7325]:انظر الصفحة رقم 22 من الجزء الثلاثين (طبعة الحلبي الثانية).