صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلۡمَعَارِجِ} (3)

{ من الله } أي من عنده وجهته تعالى . والسائل : هو النضر بن الحارث ، حيث قال استهزاء : " إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم " {[365]} فنزل ما سأله . وقتل يوم بدر صبرا {[366]} هو وعقبة بن أبي معيط ؛ ولم يقتل صبرا غيرهما . وقيل السائل غيره . وعبر " واقع " بدل يقع للدلالة على تحقق وقوعه . إما في الدنيا وهو عذاب بدر . وإما في الآخرة وهو عذاب النار . { ذي المعارج } أي المصاعد ، وهي السموات تعرج الملائكة فيها من سماء إلى سماء .


[365]:آية 32 الأنفال.
[366]:صبر الإنسان وغيره على القتل: أن يحبس ويرمي حتى يموت.
 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلۡمَعَارِجِ} (3)

فالعذاب لا بد أن يقع عليهم من الله ، فإما أن يعجل لهم في الدنيا ، وإما أن يؤخر عنهم إلى الآخرة{[1224]} ، فلو عرفوا الله تعالى ، وعرفوا عظمته ، وسعة سلطانه وكمال أسمائه وصفاته ، لما استعجلوا ولاستسلموا وتأدبوا ، ولهذا أخبر تعالى من عظمته ما يضاد أقوالهم القبيحة فقال : { ذِي الْمَعَارِجِ }


[1224]:- في ب: وإما أن يدخر لهم في الآخرة.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلۡمَعَارِجِ} (3)

{ ذي المعارج } قال ابن عباس : أي ذي السماوات ، سماها { معارج } لأن الملائكة تعرج فيها . وقال سعيد بن جبير : ذي الدرجات . وقال قتادة : ذي الفواضل والنعم ، ومعارج : الملائكة .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلۡمَعَارِجِ} (3)

{ من الله } أي ذلك العذاب يقع بهم من الله { ذي المعارج } ذي السموات

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلۡمَعَارِجِ} (3)

أي ذلك العذاب من الله ذي المعارج أي ذي العلو والدرجات الفواضل والنعم ، قاله ابن عباس وقتادة فالمعارج مراتب إنعامه على الخلق وقيل ذي العظمة والعلاء . وقال مجاهد : هي معارج السماء . وقيل : هي معارج الملائكة ؛ لأن الملائكة تعرج إلى السماء فوصف نفسه بذلك . وقيل : المعارج الغرف ، أي إنه ذو الغرف ، أي جعل لأوليائه في الجنة غرفا . وقرأ عبدالله " ذي المعاريج " بالياء . يقال : معرج ومعراج ومعارج ومعاريج ، مثل مفتاح ومفاتيح . والمعارج الدرجات ، ومنه : " ومعارج عليها يظهرون{[15336]} " [ الزخرف : 33 ] .


[15336]:راجع جـ 16 ص 85.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلۡمَعَارِجِ} (3)

{ من الله } أي الملك الأعلى الذي لا كفؤ له فلا أمر لأحد معه ، وإذا لم يكن له دافع منه لم يكن دافع{[68270]} من غيره وقد تقدم الوعد به ، ودلت الحكمة عليه فتحتم وقوعه وامتنع رجوعه .

ولما كان القادر يوصف بالعلو ، والعاجز يوصف بالسفول والدنو ، وكان ما يصعد فيه إلى العالي يسمى درجاً ، وما يهبط فيه إلى السافل يسمى دركاً ، وكانت الأماكن كلها بالنسبة إليه سبحانه على حد سواء ، اختير التعبير بما يدل على العلو الذي يكنى به عن القدرة والعظمة ، فقال واصفاً بما يصلح كونه مشيراً إلى التعليل : { ذي المعارج * } أي الدرج التي{[68271]} لا انتهاء لها أصلاً - بما دلت عليه صيغة منتهى الجموع وهي{[68272]} كناية عن العلو ، وسميت بذلك لأن الصاعد{[68273]} في الدرج يشبه مشية الأعرج ، وروي عن ابن عباس{[68274]} رضي الله عنهما أنها السماوات ،


[68270]:- زيد من ظ وم.
[68271]:- من ظ وم، وفي الأصل: الذي.
[68272]:- من ظ وم، وفي الأصل: هو.
[68273]:- من ظ وم، وفي الأصل: القاعد.
[68274]:- راجع معالم التنزيل 7/ 134.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلۡمَعَارِجِ} (3)

قوله : { من الله ذي المعارج } أي هذا العذاب واقع بأمر الله ذي المعارج ، أي ذي الدرجات التي يصعد عليها الملائكة .