صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (33)

{ ولا تبطلوا أعمالكم } بارتكاب المعاصي ، أو بالنفاق أو الرياء ، أو المن بالإسلام أو بالعجب .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (33)

{ 33 } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ }

يأمر تعالى المؤمنين بأمر به تتم أمورهم ، وتحصل سعادتهم الدينية والدنيوية ، وهو : طاعته وطاعة رسوله في أصول الدين وفروعه ، والطاعة هي امتثال الأمر ، واجتناب النهي على الوجه المأمور به بالإخلاص وتمام المتابعة .

وقوله : { وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } يشمل النهي عن إبطالها بعد عملها ، بما يفسدها ، من من بها وإعجاب ، وفخر وسمعة ، ومن عمل بالمعاصي التي تضمحل معها الأعمال ، ويحبط أجرها ، ويشمل النهي عن إفسادها حال وقوعها بقطعها ، أو الإتيان بمفسد من مفسداتها .

فمبطلات الصلاة والصيام والحج ونحوها ، كلها داخلة في هذا ، ومنهي عنها ، ويستدل الفقهاء بهذه الآية على تحريم قطع الفرض ، وكراهة قطع النفل ، من غير موجب لذلك ، وإذا كان الله قد نهى عن إبطال الأعمال ، فهو أمر بإصلاحها ، وإكمالها وإتمامها ، والإتيان بها ، على الوجه الذي تصلح به علما وعملا .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (33)

وقوله { ولا تبطلوا أعمالكم } أي بالمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامكم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (33)

فيه مسألتان :

الأولى- قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول " لما بين حال الكفار أمر المؤمنين بلزوم الطاعة في أوامره والرسول في سننه . " ولا تبطلوا أعمالكم " أي حسناتكم بالمعاصي ، قاله الحسن . وقال الزهري : بالكبائر . ابن جريج : بالرياء والسمعة . وقال مقاتل والثمالي : بالمن ، وهو خطاب لمن كان يمن على النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامه . وكله متقارب ، وقول الحسن يجمعه . وفيه إشارة إلى أن الكبائر تحبط الطاعات ، والمعاصي تخرج عن الإيمان .

الثانية- احتج علماؤنا وغيرهم بهذه الآية على أن التحلل من التطوع - صلاة كان أو صوما - بعد التلبس به لا يجوز ، لأن فيه إبطال العمل وقد نهى الله عنه . وقال من أجاز ذلك - وهو الإمام الشافعي وغيره - : المراد بذلك إبطال ثواب العمل المفروض ، فنهى الرجل عن إحباط ثوابه . فأما ما كان نفلا فلا ، لأنه ليس واجبا عليه . فإن زعموا أن اللفظ عام فالعام يجوز تخصيصه أن النفل تطوع ، والتطوع يقتضي تخييرا . وعن أبي العالية كانوا يرون أنه لا يضر مع الإسلام ذنب ، حتى نزلت هذه الآية فخافوا الكبائر أن تحبط الأعمال . وقال مقاتل : يقول الله تعالى إذا عصيتم الرسول فقد أبطلتم أعمالكم .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (33)

{ ولا تبطلوا أعمالكم } يحتمل أربعة معان :

أحدها : لا تبطلوا أعمالكم بالكفر بعد الإيمان .

الثاني : لا تبطلوا حسناتكم بفعل السيئات ذكره الزمخشري وهذا على مذهب المعتزلة خلافا للأشعرية فإن مذهبهم أن السيئات لا تبطل الحسنات .

الثالث : لا تبطلوا أعمالكم بالرياء والعجب .

الرابع : لا تبطلوا أعمالكم بأن تقتطعوها قبل تمامها ، وعلى هذا أخذ الفقهاء الآية : وبهذا يستدلون على أن من ابتدأ نافلة لم يجز له قطعها ، وهذا أبعد هذه المعاني .

والأول أظهر لقوله قبل ذلك في الكفار أو المنافقين ، و{ سيحبط أعمالهم } فكأنه يقول : يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا أعمالكم مثل هؤلاء الذين أحبط الله أعمالهم بكفرهم وصدهم عن سبيل الله ومشاقتهم الرسول .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (33)

ولما حدى ما تقدم كله من ترغيب المخلص وترهيب المتردد والمبطل إلى الإخلاص ودعا إلى ذلك مع بيان{[59908]} أنه لا غرض أصلاً ، وإنما هو رحمة ولطف وإحسان و{[59909]} منّ ، أنتج قوله منادياً من احتاج إلى النداء {[59910]}من نوع{[59911]} بعد لاحتياجه إلى ذلك وعدم مبادرته{[59912]} قبله : { يا أيها الذين آمنوا } أي أقروا بألسنتهم { أطيعوا الله } أي الملك الأعظم تصديقاً لدعواكم طاعته{[59913]} بشدة الاجتهاد فيها أنها خالصة ، وعظم الرسول الله صلى الله عليه وسلم بإفراده فقال تعالى : { وأطيعوا الرسول } لأن طاعته من{[59914]} طاعة الذي أرسله ، فإذا فعلتم ذلك حققتم{[59915]} أنفسكم وأعمالكم كما مضى أول السورة ، فتكون صحيحة ببنائها على الطاعة{[59916]} بتصحيح النيات وتصفيتها مع الإحسان للصورة في الظاهر ليكمل العمل صورة وروحاً .

ولما كانت الطاعة قد تحمل على إقامة الصورة الظاهرة ، قال منبهاً على الإخلاص لتكمل حساً ومعنى : { ولا تبطلوا أعمالكم * } أي بمعصيتهما ، فإن الأعمال الصالحة إذا نوى لها ما لا يرضيهما بطلب وإن كانت في الذروة من حسن الصورة ، فكانت صورة بلا معنى ، فهي مما يكون هباء منثوراً مثل ما فعل أولئك المظهرون للإيمان المبطنون للمشاققة بالنفاق والرياء والعجب والمن{[59917]} والأذى ونحو ذلك من المعاصي ، ولكن السياق بسياقه ولحاقه يدل على أن الكفر هو المراد الأعظم بذلك ، والآية من الاحتباك-{[59918]} : ذكر الطاعة أولاً دليلاً على المعصية ثانياً ، والإبطال ثانياً دليلاً على الصحة أولاً ، وسره أنه أمر بمبدأ{[59919]} السعادة ونهى عن نهاية الفساد ثانياً ، لأنه أعظم في النهي عن الفساد لما فيه من تقبيح صورته وهتك سريرته .


[59908]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: بيانه.
[59909]:زيد من م ومد.
[59910]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بنوع.
[59911]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بنوع.
[59912]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: منادرته.
[59913]:في مد: طاعة.
[59914]:زيد في الأصل: طاعته أعنى من، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59915]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: حقنتم.
[59916]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: الطلة-كذا.
[59917]:زيد في الأصل: والرياء، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59918]:زيد من ظ و م ومد.
[59919]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بهذا.