الآية 33 وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تُبطلوا أعمالكم } قال بعضهم : أي أطيعوا الله في الجهاد ، ولا تبطلوا حسناتكم بالرياء والسمعة . وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه { يا أيها الذين آمنوا } اتقوا الله { وأطيعوا الرسول } .
ويحتمل { ولا تُبطلوا أعمالكم } بالارتداد والكفر بعد الإيمان . ويحتمل أن لا تُبطلوا أعمالكم بالمنّ على الله أو على الرسول في الإسلام ، أي تُسلمون ، وتمنّون{[19475]} على الله أو على رسوله كقوله تعالى : { يمنّون عليك أن أسلموا قل لا تمُنّوا عليّ } الآية [ الحجرات : 17 ] .
وقال قتادة : { ولا تبطلوا أعمالكم } بالريّاء ، وقال : فمن استطاع منكم ألا يبطل عملا صالحا بعمل شيء فليفعل ؛ إن الشر ينسخ الخير ، وإنما صلاح{[19476]} العمل بخواتيمه ، فمن استطاع أن يختم بخير فليفعل ، ولا قوة إلا بالله .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه [ أنه ]{[19477]} قال : ما كنا ، معشر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نرى شيئا يُبطل أعمالنا حتى نزلت هذه الآية ، فعلمنا ما الذي يُبطل أعمالنا الكبائر الموجبات الفواحش ، فكنا على ذلك حتى أنزل الله تعالى : { إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } الآية [ النساء : 48 ] فلما نزلت هذه الآية كففنا عن هذا القول .
وجائز أن يكون قوله تعالى : { ولا تبطلوا أعمالكم } هذا{[19478]} ليكونوا أبدا على اليقظة وحذر لئلا تبطل أعمالهم من حيث لا يشعرون كقوله تعالى : { أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون } [ الحجرات : 2 ] .
وفي حرف أُبيّ رضي الله عنه ولا تُبطلوا إيمانكم{[19479]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.