فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (33)

ثم أمر سبحانه عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله ، فقال : { يا أيها الذين ءامَنُواْ أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول } فيما أمرتم به من الشرائع المذكورة في كتاب الله وسنة رسوله ؛ ثم نهاهم عن أن يبطلوا أعمالهم ، كما أبطلت الكفار أعمالها بالإصرار على الكفر ، فقال : { وَلاَ تُبْطِلُواْ أعمالكم } قال الحسن : أي لا تبطلوا حسناتكم بالمعاصي . وقال الزهري : بالكبائر . وقال الكلبي ، وابن جريج : بالرياء والسمعة . وقال مقاتل : بالمنّ . والظاهر النهي عن كل سبب من الأسباب التي توصل إلى بطلان الأعمال كائناً ما كان من غير تخصيص بنوع معين .

/خ38