اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (33)

قوله : { يا أيها الذين آمنوا أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرسول وَلاَ تبطلوا أَعْمَالَكُمْ } قال عطاء : بالشك والنفاق . وقال الكلبي : بالرِّياء والسمعة . وقال الحسن : بالمعاصي والكبائر . وقال أبو العالية : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع الإخلاص ذنب ، كما لا ينفع مع الشِّرك عمل فنزلت هذه الآية فخافوا الكبائر أن تحبط الأعمال . وقال مقاتل : لا تَمُنُّوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبطلوا أعمالكم نزلت في بني أسد قال تعالى : { لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بالمن والأذى } [ البقرة : 264 ] فإنه يقول : فعلته لأجل قلبك ولولا أرضاك{[51534]} به لما فعلت وهذا مناف للإخلاص والله لا يقبل إلاَّ العَمَلَ الخالص{[51535]} .


[51534]:كذا في النسختين وفي الرازي: رضاك.
[51535]:وانظر فيما مضى القرطبي 16/254 و28/70 و71.