فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (33)

{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم( 33 ) } .

نداء للمؤمنين باستدامة طاعة ربنا وطاعة نبيه ، وتحذير أن يقترفوا ما يضيع الأجر كالرياء والعجب ، والمن والأذى ، وكثرة الذنوب .

[ قيل : إن بني أسد قد أسلموا وقالوا لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : قد آثرناك وجئناك بنفوسنا وأهلنا كأنهم منّوا بذلك فنزلت فيهم هذه الآية ، وقوله تعالى { يمنون عليك أن أسلموا } ؛ ومن هنا قيل : المعنى لا تبطلوا أعمالكم بالمن بالإسلام ؛ . . عن قتادة أنه قال في هذه الآية : من استطاع منكم أن لا يبطل عملا صالحا بعمل سوء فليفعل ، ولا قوة إلا بالله تعالى ]{[4853]} .

ويقول القرطبي{[4854]} : احتج علماؤنا وغيرهم بهذه الآية على أن التحلل من التطوع-صلاة كان أو صوما- بعد التلبس به لا يجوز ، لأن فيه إبطال العمل وقد نهى الله عنه ؛ وقال من أجاز ذلك- وهو الإمام الشافعي وغيره- : المراد بذلك إبطال ثواب العمل المفروض ، فنهى الرجل عن إحباط ثوابه ، فأما ما كان نفلا فلا ، لأنه ليس واجبا عليه ؛ فإن زعموا أن اللفظ عام فالعام يجوز تخصيصه ، ووجه تخصيصه أن النفل تطوع ، والتطوع يقتضي تخييرا .


[4853]:روح المعاني جـ26ص79.
[4854]:جـ16ص255.