وقوله : { وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة } [ 112 ] .
أي : ضرب الله مثلا ، مثل قرية ، ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه {[39962]} .
وقوله : { آمنة مطمئنة } خبر بعد خبر {[39963]} . و{ رغدا } مصدر في موضع الحال .
والمعنى : [ و {[39964]} ] مثل الله مثلا لمكة {[39965]} التي سكنها {[39966]} أهل شرك . والقرية مكة ، في قول : ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد {[39967]} وعن حفصة {[39968]} أم المؤمنين [ رضي الله عنها {[39969]} ] : هي {[39970]} المدينة {[39971]} ، والأول أشهر .
قال ابن شهاب : {[39972]} الغاسق إذا وقب : الشمس إذا غربت . والقرية التي أرسل إليهم اثنتان {[39973]} انطاكية ، والقرية التي بحاضرة البحر ، طبرية . والقرية التي كانت آمنة مطمئنة هي يثرب {[39974]} .
وقوله : { كانت آمنة {[39975]} } أي : لا يخاف فيها أحد ، لأن العرب كانت يسبي {[39976]} بعضها بعضا ، وأهل مكة لا يغار {[39977]} عليهم ولا يحاربوا في بلدهم {[39978]} .
ومعنى { مطمئنة } : قارة بأهلها لا ينتجع أهلها {[39979]} من البلدان كما ينتجع أهل البوادي {[39980]} .
{ يأتيها رزقها رغدا } [ 112 ] أي : يأتي أهلها معائشهم واسعة كثيرة { من كل مكان } [ 112 ] من البلدان {[39981]} .
ومعنى : { فكفرت بأنعم الله } [ 112 ] أي : كفر أهلها بأنعم الله . وواحد الأنعم على مذهب سيبويه نعمة {[39982]} . وقال قطرب : واحدها نعم [ مثل {[39983]} ] ود وأود {[39984]} ، و {[39985]} قال بعض الكوفيين : وأحدها نعماء [ كبأ {[39986]} ] ساء وأبؤس وضراء و[ أ {[39987]} ] ضر {[39988]} .
أي : أذاق أهلها {[39989]} { لباس الجوع } {[39990]} [ 112 ] أي : أذاقهم جوعا خالط أجسامهم فجعل ذلك لمخالطته {[39991]} لأجسادهم بمنزلة اللباس لها ، وذلك أنه {[39992]} سلط عليهم الجوع سبع سنين {[39993]} متواليات حتى أكلوا اللهز {[39994]} . والعلهز أن تؤخذ الحلمة {[39995]} فتفقا على الوبر حتى يبتل {[39996]}بدمها ، ثم يغلى {[39997]}ويؤكل {[39998]} . ويروى : أنهم أكلوا لحوم الكلاب {[39999]} . وأصل الذوق بالفم ولكنه استعمل هنا للابتلاء والاختيار .
وقوله : { والخوف } . [ هو {[40000]} ] ما كان يلحقهم {[40001]} من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيوشه كانت تطيف بهم {[40002]} .
وقوله : { بما كانوا يصنعون } [ 112 ] .
وإنما قال : { بما كانوا {[40003]} يصنعون } ولم يقل : بما كانت تصنع لأنه رده على المعنى . لأن معنى ذكر/ القرية في الآية : يراد به {[40004]} أهلها . فرجع " يصنعون " على المعنى : [ و {[40005]} ] مثله قوله { وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم {[40006]}قائلون } {[40007]} . فرجع ، آخر الكلام إلى الأهل {[40008]} ، وقد جرى أوله على الأخبار عن القرية والمراد بها أهلها {[40009]} . وهذا هو قوله في السجدة : { ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر } {[40010]} فالعذاب الأدنى [ هو الجوع {[40011]} ] والأكبر ما حل بهم يوم بدر من القتل والأسر . وهو أيضا قوله : { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } {[40012]} وهو الجوع ، كان الرجل يرى بينه وبين السماء دخانا من شدة الجوع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.