الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا} (125)

ثم قال تعالى : { قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا }[ 123 ] .

قال مجاهد ، معناه{[45636]} : لم حشرتني ولا حجة لي ، وقد كنت عالما بحجتي بصيرا بها عند نفسي في الدنيا{[45637]} .

وقال إبراهيم بن عرفة{[45638]} : كلما ذكر الله جل وعز في القرآن من العمى ، فذمه فإنما يريد به عمى القلب . قال الله تعالى : { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }{[45639]} .

وقيل : معناه ، وقد كنت ذا بصر أنظر به الأشياء في الدنيا .

وقيل : معنى الآية : ونحشره يوم القيامة أعمى عن حجته ، ورؤية الأشياء ، لأن الآية عامة .

وقوله : ( لم حشرتني أعمى ) ، أي : أعمى{[45640]} عن حجتي وعن رؤية الأشياء وقد كنت بصيرا ، أي : بصيرا بحجتي في الدنيا رائيا للأشياء . وهذا سؤال من العبد لربه أن يعلمه الجرم الذي استحق ذلك عليه ، لأنه جهله وظن أنه لا ذنب له ،


[45636]:معناه سقطت من ز.
[45637]:انظر: جامع البيان 16/229 وزاد المسير 5/332 والدر المنثور 4/312.
[45638]:بن عرفة سقط من ز.
[45639]:الحج: آية 44.
[45640]:(أي: أعمى سقط من ز.