الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۗ وَلَا تَعۡجَلۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مِن قَبۡلِ أَن يُقۡضَىٰٓ إِلَيۡكَ وَحۡيُهُۥۖ وَقُل رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا} (114)

ثم قال تعالى ذكره : { فتعالى الله الملك الحق } أي : فتعالى الله الذي له العبادة من جميع{[45561]} خلقه ، ملك الدنيا والآخرة جميعا{[45562]} على{[45563]} ما يصفه به المشركون من خلقه .

ثم قال تعالى : { ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه }[ 111 ] .

أي : لا تعجل بالقرآن فتقرئه أصحابك أو تقرأه عليهم من قبل أن يقضى إليك وحيه ، أي : بيان معانيه فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ألا يكتب القرآن ويتلوه على أحد حتى يبينه له ، قاله : ابن عباس وقتادة{[45564]} .

وقيل{[45565]} : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعجل القراءة من قبل أن يفرغ جبريل مما{[45566]} يأتيه به ، خوف النسيان . ومنه{[45567]} { لا تحرك به لسانك لتعجل به }{[45568]} .

{ وقل رب زدني علما } أي : زدني علما إلى ما علمتني . أمره الله تعالى أن يسأل ذلك .

وذكر ابن وهب أن الحسن قال : أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إن زوجي لكم وجهي قال لها : " بينكما القصاص " ، فأنزل الله تعالى : { ولا تعجل بالقرآن . . . } الآية . فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت : { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض }{[45569]} .


[45561]:ز: قد جمع. (تحريف.
[45562]:ز: حقا. (تحريف).
[45563]:ز: عما.
[45564]:انظر: جامع البيان 16/220 وزاد المسير 5/326 والقرطبي 11/250 والدر المنثور 4/309 وفتح القدير 3/390.
[45565]:القول للسدي في لباب النقول 184.
[45566]:ز: فيما. (تحريف).
[45567]:ز: ومثله.
[45568]:القيامة: آية 16.
[45569]:النساء آية 34. وانظر: الأثر في جامع البيان 16/221 وتفسير القرطبي 11/250 والدر المنثور 4/309.