قوله تعالى ذكره : { ولقد عهدنا إلى آدم من قبل }[ 112 ] إلى قوله : { ولا تضحى }[ 116 ] .
المعنى : أن يترك هؤلاء المشركون{[45570]} أمري ، ويتبعوا أمر عدوهم إبليس ، فقديما فعل أبوهم{[45571]} آدم ذلك . فلقد عهدنا إليه أن إبليس عدوه ، فنسي ، وأطاعه ، أي : فترك ما عهد إليه ، وأطاع إبليس إذ وسوس إليه{[45572]} .
قال ابن عباس ومجاهد : ( نسي ) ترك أمر الله{[45573]} .
وقال الحسن : ( نبي ) : ترك ، ولو كان من النسيان ، لم يكن عليه شيء{[45574]} .
وقال ابن زيد : العهد الذي عهد الله جل ذكره إلى آدم هو قوله : { إن هذا عدو لك ولزوجك } أي : نسي العداوة التي أعلم بها{[45575]} .
وقيل : قول عدوه ، فيكون نسي من النسيان على هذا القول لا من الترك .
وقال ابن عباس : إنما سمي الإنسان إنسانا لأنه عهد إليه فنسي{[45576]} .
ثم قال تعالى : { ولم نجد له عزما }[ 112 ] .
قال قتادة : { عزما } : صبرا{[45577]} .
وقال عطية{[45578]} : { عزما } حفظا لما أمر به{[45579]} . وروي ذلك عن ابن عباس .
وقال ابن زيد : ( العزز ) : المحافظة والتمسك بأمر الله{[45580]} .
وعن ابن عباس : { ولم نجد له عزما } أي لم نجعل له عزما{[45581]} .
قال أبو أمامة{[45582]} : لو أن أحلام بني آدم ، يعني : عقولهم جمعت منذ خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة ، وضعت في كفة ميزان{[45583]} ووضع حلم آدم{[45584]} في الكفة [ الأخرى ]{[45585]} لرجح حلمه بأحلامهم{[45586]} وقد قال الله تعالى ذكره { ولم نجد له عزما }{[45587]} .
وقيل : المعنى : ( ولم نجد له عزما ) على ترك المعصية . وأصل العزم في اللغة ، اعتقاد القلب على الشيء ، فيكون المعنى على هذا ، ولم نجد له عزم قلب على الصبر على الوفاء لله بما عهد إليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.