الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَقُلۡنَا يَـٰٓـَٔادَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوّٞ لَّكَ وَلِزَوۡجِكَ فَلَا يُخۡرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلۡجَنَّةِ فَتَشۡقَىٰٓ} (117)

ثم قال تعالى : { فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك }[ 114 ] .

ولذلك لم يسجد لك وخالف أمري .

{ فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى }[ 114 ] .

أي : لا تطيعاه فيما يأمركما به فيخرجكما من الجنة ، أي : فيكون{[45588]} عيشك من كد{[45589]} يمينك ، فهو من شقاء الدنيا لا من شقاء الآخرة .

قال ابن جبير : أهبط إلى{[45590]} آدم ثور أحمر ، فكان يحرث عليه ويمسح العرق عن جبينه ، فذلك قوله : ( فتشقى ) فكان ذلك شقاؤه{[45591]} .

وجرى{[45592]} الخطاب لآدم وحده ، إذ قد علم أن حكم حواء حكمه ، ولأن ابتداء الخطاب كان لآدم وحده في قوله ( يا آدم هذا عدو لك } ولأن التعب في المعيشة في الدنيا على الرجل يجري أكثره ، فخص بالخطاب لذلك .


[45588]:ز: يكون.
[45589]:من كد سقط من ز.
[45590]:إلى سقطت من ز.
[45591]:انظر: جامع البيان 16/222 وزاد المسير 5/328 والقرطبي 11/253 والدر المنثور 4/310.
[45592]:ز: وجواب. (تحريف).