الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَأَكَلَا مِنۡهَا فَبَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَٰتُهُمَا وَطَفِقَا يَخۡصِفَانِ عَلَيۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۚ وَعَصَىٰٓ ءَادَمُ رَبَّهُۥ فَغَوَىٰ} (121)

ثم قال تعالى : { { فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما } أي : فأكل آدم وحوا من الشجرة التي نهيا عنها ، وأطاعا أمر إبليس ، فبدت لهما سوءاتهما{[45600]} . أي : ظهرت وانكشفت لهما عورتهما ، وكانت مستورة عن{[45601]} أعينهما .

قال السدي : إنما أراد إبليس اللعين أن يظهر لهما سوءاتهما ، لأنه علم أن لهما سوأة ، لما كان يقرأ من كتب الملائكة ، ولم يعلم ذلك آدم ، وكان لباسهما الظفر ، فأبى آدم أن يأكل منها ، فتقدمت حواء فأكلت منها{[45602]} . ثم قالت : يا آدم ، كل [ فإني ]{[45603]} قد أكلت ، فلم يضرني ، فلما أكل منها بدت لهما سوءاتهما{[45604]} .

ثم قال : { وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة } أي : أقبلا .

وقيل : معناه : جعلا يخصفان عليهما ورق التين{[45605]} قاله السدي{[45606]} .

وقال قتادة{[45607]} : { يخصفان } يوصلان{[45608]} .

ثم قال تعالى : { وعصى آدم ربه فغوى }[ 118 ] .

أي : وخالف آدم أمر ربه ، فتعدى إلى الأكل من الشجرة فغوى .


[45600]:من قوله: (أي فأكل... إلى ...سوءاتهما) ساقط من ز بانتقال النظر.
[45601]:ز: على.
[45602]:منها سقطت من ز.
[45603]:زيادة من ز.
[45604]:انظر: جامع البيان 16/224.
[45605]:ز: من ورق الجنة.
[45606]:انظر: جامع البيان 16/224.
[45607]:ز: الضحاك خطأ.
[45608]:انظر: جامع البيان 16/224.