الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ} (123)

ثم قال : { قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو }[ 120 ] . أي : قال الله لآدم وحواء اهبطا من الجنة{[45611]} جميعا إلى الأرض ، أي : وهذا يدل على أن الجنة في السماء .

{ بعضكم لبعض عدو }[ 120 ] .

أي : أنتم عدو إبليس وذريته ، وإبليس عدوكما ، وعدو{[45612]} ذريتكما .

قال الضحاك : أُهبط َ آدم بالهند على جبل يقال له الوسي{[45613]} على رأسه إكليل من ريحان الجنة ، وفي يده قبضة من حشيشها فانتثر في ذلك الجبل ، فكان منه الطيب ، وأهبطت حواء بجدة وأهبط إبليس بالبصرة{[45614]} .

ثم قال تعالى : { فإما ياتينكم مني هدى }[ 120 ] .

يعني : آدم وحواء وإبليس . أي : بيان لسبيلي وما اختاره لخلقي من ديني .

{ فمن اتبع هداي } أي : بياني وعمل به .

{ فلا يضل } أي : ليس يزول عن محجة الحق .

{ ولا يشقى } أي : في الآخرة بعذابها .

قال ابن عباس{[45615]} : فضمن الله لمن قرأ القرآن ، واتبع ما فيه ، أن لا يضل في الدنيا ، ولا يشقى في الآخرة . أي : وقاه الله من الضلالة في الدنيا ، ووقاه يوم القيامة سواء الحساب . ثم تلا هذه الآية .


[45611]:ز: منهما (تحريف).
[45612]:وعدو سقطت من ز.
[45613]:ز: الوسم.
[45614]:ز: بالبصر. تحريف. انظر: هذا الخبر في زاد المسير 1/68.
[45615]:انظر: جامع البيان 16/225 والقرطبي 11/258 وفتح القدير 3/392.